Mikhail المدير العام
عدد المساهمات : 604 تاريخ التسجيل : 01/11/2012
| موضوع: طفل المغارة الإثنين نوفمبر 05, 2012 2:05 pm | |
|
[center] طفل المغارة
اقتربَ الخامس والعشرون من كانون الأول ، وها هيَ ذكرى ميلاد الرب يسوع تطلُ علينا ككل سنة ، وها هيَ الشوارع والطرقات والمباني والساحات والمنازل تلبس حلة الميلاد – وما أجملها – وأنا شخصياً ممن يحبونها كثيراً ويحبون هذا الوقت ويبدأون بالتحضير له من مطلع شهر تشرين الثاني من كل عام ، وجميعنا نسميه : " Christmas time " ويأتي العيد ككل سنة ، وتجتمع العائلات معاً ليلة العيد أمام المغارة وأمام شجرة العيد، ويلبس الأطفال ثيابهم الجديدة، ويسمع الجميع ترانيمَ الميلاد المُبهجة، يتبادلون الهدايا، يتناولون الطعام مع بعضهم البعض ويُعايدون بعضهم البعض – تقاليد جميلة للغاية – وكم هيَ جميلة أن تبقى وأن تستمر من جيل إلى جيل.. لكــن.. تمرّ الذكرى وتذهب معها اللحظات المُبهجة التي قضاها الناس أثناء العيد، ويذهب معها الفرح الوقتي التي أتت به، ويبقى القلب حزيناً، وتبقى النفس المريضة مريضة، وتبقى المشاكل والهموم والقلق والمخاوف والأمراض و... ويبقى شخص الطفل يسوع - طفل المغارة - لفترة في المغارة ثمَّ يذهب إلى المخزن لينتظر العام المُقبل، لكـــن.. ليعود إلى المغارة فقط ، لكنَّ القلب يبقى حزيناً، مكتئباً وبعيداً عن شخص الرب الحقيقي ، لأنهُ لم يعرفهُ بعد كما ينبغي ، لأن يسوع بقيَ طيلة هذا الوقت في المغارة حيثُ وُلِدَ في الجسد لكنهُ لم يدخل إلى القلب ، لم يُولدْ في هذا القلب حيثُ يجب أن يُولدْ ، ليُعطيه الحياة الأبدية ويطرد منهُ الحزن والنوح والقلق والخوف والمرض... سبقَ أن تنبأَ عنهُ إشعياء النبي قائلاً: " ها هيَ العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمهُ عمأنوئيل " أي الله معنا. (إشعياء 7 : 14). كما سبقَ وبشَّرَ به الملاك عندما ظهرَ ليوسف في الحلم وقالَ لهُ: " يا يوسف ابنَ داود، لا تخف أن تأخذ مريم امرأة لكَ، فهيَ حُبلى من الروح القدس، ستلد ابناً تسميه يسوع، لأنهُ يُخلص شعبهُ من خطاياهم ". (متى 1 : 20 – 21). كما سبقَ لملائكة آخرين أن بشروا به الرعاة قائلين: " وُلِدَ لكم اليوم في مدينة داود مخلصٌ هوَ المسيح الرب... المجد لله في الأعالي ، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرَّة " (لوقا 1 : 11 – 14). نعم إشعياء النبي تنبأَ عن ميلاد يسوع ، والملائكة بشروا بميلاده ، ونعم أيضاً يسوع وُلِدَ منذ حوالي ألفي سنة، ونحنُ نتذكر ميلادهُ سنوياً حولَ العالم بأسره، لكــن.. لكن يسوع لم يأتِ ليبقى في المغارة التي نخرجها من المخزن كل سنة لفترة أسبوعين ثمَّ نعيدها إلى مخزنها من جديد، لنعود ونخرجها في العام الذي يلي ، والسنين تتوالى ويسوع ما زالَ طفلاً – طفل المغارة – يسكن في المغارة. لقد كان ميلادهُ محطة هامة بالطبع ، وجميلة بالطبع ، ومُفرحة بالطبع ، وذكراها كل عام جميل بالطبع، لكن تذكر أنها كانت محطة غادرها يسوع عندما كبرَ وانتقلَ منها إلى درب الجلجثة ليموت على الصليب ويفدي البشرية ، ويُحقق ما سبقَ وتنبأَ به النبي إشعياء وبشرَ به الملائكة ، يُحقق الخلاص من الخطيئة ، الخلاص من الموت الأبدي ، ويمنح الحياة الأبدية لكل البشرية، لذلكَ ونحنُ على أبواب عيد الميلاد، أحببتُ أن تكون هذه الذكرى مختلفة لنا جميعاً: للذين ما زالَ يسوع طفلاً في مغارة بيوتهم ، ولم يدخل بعد إلى قلوبهم ، لم يولد فيها بعد ، لم يحصلوا على ما بشرَ به الملائكة عندما قالوا: " وُلِدَ لكم اليوم في مدينة داود مخلصٌ هوً المسيح الرب ". وللذين انتقلَ يسوع من مغارة بيوتهم إلى مغارة قلوبهم ، وُلِدَ فيها ، اختبروا ما بشرَ به الملائكة عن خلاص الرب ، لكنهم ابقوا يسوع في مغارة قلوبهم ، ولم يعملوا لنقله إلى قلوب الآخرين. أحببتُ أن تكون ذكرى الميلاد لهذه السنة فرصة للجميع: للذين لم يولد يسوع في مغارة قلوبهم بعد. وللذين وُلِدَ يسوع في مغارة قلوبهم لكنهم احتفظوا به لأنفسهم فقط. اسمع معي ما قالته كلمة الله عندما حان مولد يسوع: إنهُ لمَّا جاءَ الوقت لتلد مريم ابنها لم تجد مكاناً في المنزل ، واسمع معي ما يقولهُ يسوع يومياً : " ها أنا واقفٌ على الباب أقرع ، فإن سمعَ أحدٌ صوتي وفتحَ الباب دخلتُ إليه وتعشيتُ معهُ وتعشى هوَ معي ". وقُلْ لهُ بالصوت العالي: " لقد مرَّت سنين طوال وأنا أتذكرك فقط خلال فترة عيد الميلاد، عندما أنظر إليكَ داخل المغارة ، وأنساك باقي الأيام ، والأيام تتوإلى وقلبي مملوء بالحزن والشقاء والكآبة والموت والفراغ ، وكل أموري سوداء ، أخاف من الغد ، أخاف من المستقبل ، أخاف من الموت وأخاف إلى أينَ سأذهب عندما أغادر هذه الحياة ، لكنني اليوم أقولُ لكَ ، إن لم تجد مكاناً تولد فيه ، وإن ما زلتَ واقفاً على الباب تقرعهُ ، فأنا أدعوكَ أن تدخل إلى قلبي ، تولد فيه وتحقق لي ما سبقَ وبشرَ به الملائكة ، أنهُ وُلِدَ من أجلي أنا مخلصٌ ، هو المسيح الرب ، ثمَّ كبرَ هذا الطفل وذهبَ إلى الصليب وبذلَ دمهُ وحققَ لي الخلاص ومنحني الحياة الأبدية ، أنا أريدك وأريد الحياة الأبدية ، وسوفَ استقبل ذكرى الميلاد القادمة بفرح لم أختبرهُ من قبل ، الفرح الذي تمنحهُ أنتَ وحدك وليسَ الفرح الوقتي الذي يمنحهُ العالم أو الذي تمنحهُ ذكرى أعياد الميلاد " . ويا أحبائي: يا من وُلِدَ يسوع حقيقة في قلوبهم ، يا من عرفتموه واختبرتم خلاصهُ وفرحهُ ونلتم الحياة الأبدية ، لا تسجنوه في مغارة قلوبكم ، بل لتكن ذكرى الميلاد هذه السنة مختلفة عن السنوات السابقة ، اسمعوا معي ما قالهُ بولس الرسول : " ولكن كيفَ يدعون الرب وما آمنوا به؟ وكيفَ يؤمنون وما بشرهم أحد؟ ما أجمل خطوات المبشرين بالخير"، لقد كانت خطوات الملائكة جميلة عندما بشروا مريم ويوسف ، وعندما بشروا الرعاة، بأن يسوع آتٍ ليُخلص شعبهُ من خطاياهم ومن الموت الأبدي ، ولتكن خطواتنا هذه السنة جميلة ، فنبشر الناس أجمعين بالرب يسوع المسيح المخلص ، وتعالوا نضع أمام كل واحد منَّا هذا التحدي ، نستبدل هدايانا لهذه السنة التي نقدمها لأهلنا وأقربائنا وأصحابنا ومعارفنا ، نستبدلها بأن نخبرهم عن يسوع المخلص ، نصلي لهم ونساعدهم ليُولد المسيح في مغارة قلوبهم ، نساعدهم ليفتحوا الباب لمن يقف خارجهُ ويقرع عليه ، لكي يدخل إلى قلوبهم ، لكي يختلف عشاؤهم هذه السنة يكون مع العائلة ومع يسوع أيضاً ، يتعشى معهم ، يُعطيهم الحياة الأبدية ، يُحقق في حياتهم الغاية الحقيقية من ميلاده ، يُزيل من قلوبهم القلق والخوف والهم والحزن والفراغ والتعب والموت. فهل تقبل معي هذا التحدي ؟ إن لم تكن لديكَ الجرأة أن تكلمهم مباشرة ، رجاء أن تأخذ نسخة من هذه الرسالة وتقدمها لمن تحبهم ، لتكون ذكرى ميلاد الرب يسوع المسيح لهذا العام مختلفة وتأتي بالحياة لكثيرين . ميلاد مجيد للجميع ، أعادهُ الله عليكم جميعاً بالخير والبركة والفرح والسلام والطمأنينة والثمر الكثير وربح النفوس في العام المقبل بطريقة مختلفة .
| |
|